إشارات ابن عجيبة

[عبد الكريم جاويش]

[FONT=droid arabic kufi] #اشارات_سيدي_ابن_عجيبة {‏٢١}‏‏

جعل الله سبحانه وتعالى الأشياء كامنة في أضادها
فمن أراد العز والنصر فليتحقق بالذل والمسكنة
ومن أراد الغنى فليتحقق بالفقر
ومن أراد الرفعة فليتحقق بالضعة وإسقاط المنزلة
ومن أراد القوة فليتحقق فالضعف
وهكذا‏......{‏تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه‏}‏‏

فاتقوا الله يا معشر المريدين ، واطلبوا الأشياء في أضدادها لتظفروا بها ، واشكروا الله على ما أولاكم يزدكم من فضله ونواله‏.

[/FONT]

[عبد الكريم جاويش]

#اشارات_سيدي_ابن_عجيبة(٢٢)

إذا أصاب المريد شيء من المصائب والبلايا ، فلا يستغرب وقوع ذلك به ، ولا يتبرم منه ، فإنه في دار المصائب والفجائع .

« لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار ، فإنما أبرزت ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها » .

وإذا كان أصابته مصيبة في وقت ، فقد أصابته نِعم جمة في أوقات عديدة ، فليشكر الله على ما أولاه ، وليصبر على ما ابتلاه ، ليكون صبارا شكورا .

[عبد الكريم جاويش]

#اشارات_سيدي_ابن_عجيبة(٢٣)

الحسد خلق مذموم ، لا يتطهر منه إلا الصديقون ،
وكل من بقي فيه بقية من الحسد لا يشم رائحة المعرفة ،
إذ لو عرف الله لم يجد من يحسد
وقد قيل : الحسود لا يسود

ثم إن الحسود لا تزول عداواته ، ولا تنفع مداواته ، وهو ظالم يشتكي كأنه مظلوم . ولقد صدق القائل :
كل العداوة قد ترجى إزالتها
إلا عداوة من عاداك من حسد
عافانا الله من ذلك كله

فالحاسد لا ينفك عن نار الحجاب وغم الحساب
والمتطهر منه يدخل جنة الرضى والتسليم في جوار الحبيب ، وهو محل الراحة والأمن في الدارين ، وهو الظل الظليل .
والله تعالى أعلم

[عبد الكريم جاويش]

#اشارات_سيدي_ابن_عجيبة(٢٤)

كل من توجه لجهاد نفسه في الله ، واشتغل بذكر مولاه ، أمده الله في الباطن بالأنوار والأسرار ، وفي الظاهر بالملائكة الأبرار

وقد شوهد ذلك في الفقراء أصحابنا ، إذا كانوا ثلاثة رآهم العامة ثلاثين ، وإذا كانوا ثلاثين رأوهم ثلاثمائة
وقد كنا في سفرة سبعين ، فرأونا سبعمائة على ما أخبرونا به ، {والله يؤيد بنصره من يشآء}

[عبد الكريم جاويش]

#اشارات_سيدي_ابن_عجيبة(٢٥)

انكار العوام على الخصوص لا يضرهم ، ولا يغض
من مرتبتهم ، بل يزيدهم رفعة وعلوا وعزا وقربا ،
قال تعالى : { لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم }

وسمعت شيخنا البوزيدي رضي الله عنه يقول :
« كلام الناس في الولي كناموسة نفخت على جبل » .
أي : لا يلحقهم من ذلك إلا ما يلحق الجبل من نفخ الناموسة
يريد الله ألا يجعل لهم من نصيب القرب شيئا ، ولهم عذاب البعد والنصب ، في غم الحجاب وسوء الحساب ، لا سيما من تمكن من معرفتهم ، ثم استبدل صحبتهم بصحبة العوام ، فلا تسأل عن حرمانه التام ، والعياذ بالله .