Administrator
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jun 2016
المشاركات: 1,358
التقييم: 10
#الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (16)
ذَكَرَ سُلْطَانُ الْعُلَمَاءِ وَبَائِعُ الْأُمَرَاءِ نَاصِرُ الْسُّنَّةِ وَقَامِعُ الْبِدْعَةِ الْإِمَامُ الْـهُمَامُ الْـمُجَاهِدُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ عِزُّ الْدِّيْن بْنُ عَبْدِ الْسَّلَام (ت:660هـ) أَنَّ أُصُول الْعَقِيْدَة الْأَشْعَرِيَّة: ((#اجْتَمَعَ_عَلَيْهَا: #الْشَّافِعِيَّةُ، #وَالْمَالِكِيَّةُ، #وَالْحَنَفِيَّةُ، #وَفُضَلَاءُ_الْحَنَابِلَةِ)) وَوَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ عَصْرِهِ: الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْمُقْرِئُ الْأُصُولِيُّ الْفَقِيهُ الْنَّحْوِيُّ جَمَالُ الْأَئِمَّةِ وَالْمِلَّةِ وَالْدِّينِ شَيْخُ الْمَالِكِيَّةِ فِي زَمَانِهِ أَبُو عَمْرٍو بْنُ الْحَاجِبِ (ت:646هـ)، وَالْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْحَنَفِيَّةِ جَمَالُ الْدِّينِ الْحَصِيرِيُّ (ت:636هـ)(1)
______________
(1) طَبَقَاتُ الْشَّافِعِيَّةِ الْكُبْرَى لِلتَّاج الْسُّبْكِي (3/365)، تَحْقِيق: د.مَحْمُود مُحَمَّد الْطَّنَّاحِي - د.عَبْد الفَتَّاح مُحَمَّد الحلُوْ، هَجْر لِلْطِّبَاعَةِ وَالْنَّشْرِ وَالْتَّوْزِيعِ، الْطَّبْعَةُ الْثَّانِية:1413هـ
كتبه : فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
#الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (17)
قَالَ الْإِمَامُ الْفَقِيْهُ الْأُصُولِيُّ الْـمُؤَرِّخُ قَاضِي الْقُضَاةِ تَاجُ الْدِّيْن الْسُّبْكِي الْشَّافِعِيُّ (ت:771هـ): ((اعْلَم أَنَّ أَبَا الْحَسَن [الْأَشْعَرِي] لَـمْ يُبْدِع رَأْيًا، وَلَـمْ يُنْشِ مَذْهَبًا، وَإِنَّمَا هُوَ مُقَرِّرٌ لِـمذَاهِبِ الْسَّلَفِ، مُنَاضِلٌ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ صَحَابَة رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ، فَالِانْتِسَاب إِلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ عَقَدَ عَلَى طَرِيقِ الْسَّلَفِ نِطَاقًا، وَتَمَسَّكَ بِهِ، وَأقَامَ الْحُجَج وَالْبَرَاهِين عَلَيْهِ، فَصَارَ الْـمُقَتَدِي بِهِ فِي ذَلِكَ، الْسَّالِكُ سَبِيلَهُ فِي الْدَّلَائِلِ يُسَمَّى: أَشْعَرِيًّا.
وَلَقَدْ قُلْتُ مَرَّةً لِلشَّيْخِ الْإِمَام [وَالِدهُ الْتَّقِي الْسُّبْكِي] رَحِمَهُ اللهُ: أَنَا أَعْجَبُ مِنَ الْحَافِظِ ابْنِ عَسَاكِر فِي عَدَّهِ طَوَائِفَ مِنْ أَتْبَاعِ الْشَّيْخ، وَلَـمْ يَذْكُر إِلَّا نَزْراً يَسِيْراً، وَعَدَدًا قَلِيْلًا، وَلَوْ وَفَّى الِاسْتِيعَابَ حَقَّهُ لَاسْتَوْعَبَ غَالِب عُلَمَاء الْمَذَاهِب الْأَرْبَعَةِ، فَإِنَّهُم بِرَأْيِ أَبِي الْحَسَن [الْأَشْعَرِي] يَدِينُونَ اللهَ تَعَالَى، فَقَالَ: إِنَّمَا ذَكَرَ مَن اشْتَهَرَ بِالْـمُنَاضَلَةِ عَنْ أَبِي الْحَسَن، وَإِلَّا فَالْأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَنَّ غَالِبَ عُلَمَاءِ الْمذَاهِبِ مَعَهُ)) (1)
______________
(1) طَبَقَاتُ الْشَّافِعِيَّةِ الْكُبْرَى لِلتَّاج الْسُّبْكِي (3/365)، تَحْقِيق: د.مَحْمُود مُحَمَّد الْطَّنَّاحِي - د.عَبْد الفَتَّاح مُحَمَّد الحلُوْ، هَجْر لِلْطِّبَاعَةِ وَالْنَّشْرِ وَالْتَّوْزِيعِ، الْطَّبْعَةُ الْثَّانِية:1413هـ
كتبه :فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
#الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (18)
وَجَاءَ فِي الْفَتَاوَى الْحَدِيْثِيَّة لِخَاتِمَةِ الْـمُحَقِّقِيْنَ الْشِّهَاب ابْن حَجَر الْهَيْتَمِي الْشَّافِعِي (ت:974هـ)): ((وَسُئِلَ نَفَعَ اللهُ بِهِ، بِمَا لَفْظهُ: طَعَنَ بَعْضُ الْنَّاسِ فِي أَبِي الْحَسَن وَأَبِي إِسْحَق الْأَشْعَرِيَّيْنِ، وَالْبَاقِلَّانِي وَابْنِ فُورَك وَأَبِي الْمَعَالِي إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَالْبَاجِي وَغَيْرهم مِمَّن تَكَلَّمَ فِي الْأُصُولِ، وَرَدَّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، بَل رُبَّمَا بَالَغَ بَعْض الْـمُلْحِدَةِ فَادَّعَى كُفْرهُم فَهَل هَؤُلَاءِ كَمَا قَالَ ذَلِك الْطَّاعِن أَوْ لَا؟
فَأَجَابَ بِقَوْلِهِ: لَيْسُوا كَمَا قَالَ ذَلِك الْخَارِق الْـمَارِق الْـمُجَازِف الْضَّالّ الْغَال الْجَاهِل الْـمَائِل، بَلْ هُم [أَئِمَّةُ] الْدِّيْنِ، وَفُحُولُ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَيَجِبُ الِاقْتِدَاء بِهِم لِقِيَامِهِم بِنُصْرَةِ الْشَّرِيعَةِ، وَإِيْضَاحِ الْـمُشْكِلَاتِ، ورَدِّ شُبَهِ أَهْلِ الْزَّيْغِ، وَمَا يَجِبُ مِنَ الِاعْتِقَادَاتِ وَالْدِّيَانَاتِ لِعِلْمِهِم بِاللَّهِ وَمَا يَجِبُ لَهُ، وَمَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ، وَمَا يَجُوزُ فِي حَقِّهِ، وَلَا يُعْرَفُ الْوُصُول إِلَّا بَعْدَ مَعْرِفَةِ الْأُصُول...وَالْوَاجِب الِاعْتِرَاف بِفَضْلِ أُوْلَئِكَ الْأَئِمَّةِ الْمَذْكُورِينَ فِي الْسُّؤَالِ وَسَابِقِيهِم، وَأَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَةِ الْـمُرَادِيْنَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ: "يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ" فَلَا يعْتَقِدُ ضَلَالَتهم إِلَّا أَحْمَقٌ جَاهِلٌ أَوْ مُبْتَدِعٌ زَائِغٌ عَنِ الْحَقِّ، وَلَا يَسُبّهُم إِلَّا فَاسِقٌ، فَيَنْبَغِي تَبْصِيرُ الْجَاهِلِ، وَتَأْدِيبُ الْفَاسِقِ، وَاسْتِتَابَةُ الْـمُبْتَدِعِ...))(1)
وَقَالَ أَيْضًا: ((((وَالْمُرَادُ بِالْسُّنَّةِ مَا عَلَيْهِ إِمَامَا أَهْلِ الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: الْشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ وَأَبُو مَنْصُورٍ الْمَاتُرِيدِيُّ، وَالْبِدْعَةُ مَا عَلَيْهِ فِرْقَةٌ مِنْ فِرَقِ الْمُبْتَدِعَةِ الْمُخَالِفَةِ لِاعْتِقَادِ هَذَيْنِ الْإِمَامَيْنِ وَجَمِيعِ أَتْبَاعِهِمَا))(2)
___________________
(1) الْفَتَاوَى الْحَدِيثِيَّة لِخَاتِمَة الْـمُحَقِّقِيْنَ الْشِّهَاب ابْن حَجَر الْهَيْتَمِي الْشَّافِعِي (ص:205)، دَارُ الْـمَعْرِفَةِ لِلطِّبَاعَةِ وَالْنَّشْرِ: بَيْرُوت – لُبْنَان
(2) الْزَّوَاجِر عَنِ اقْتِرَافِ الْكَبَائِر لِخَاتِمَة الْـمُحَقِّقِيْنَ الْشِّهَاب ابْن حَجَر الْهَيْتَمِي الْشَّافِعِي (1/81)، مَطْبَعَةُ حِجَازِي بِالْقَاهِرَة، طَبْعَة: 1356هـ
كتبه : فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
#الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (19)
قَالَ خَاتِمَةُ الْـمُحَقِّقِينَ وَعُمْدَةُ ذَوِي الفَضَائِلِ مِنَ الْـمُدَقِّقِينَ الْإِمَام مُرْتَضَى الْزَّبِيدِي الْحُسَيْنِي الْأَشْعَرِي (1145هـ-1205هـ): ((إِذَا أُطْلِقَ أَهْلُ الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فَالْـمُرَادُ بِهِم: الْأَشَاعِرَةُ وَالْـمَاتُرِيْدِيَّةُ.
قَالَ الْخَيَالِي فِي حَاشِيَتِهِ عَلَى شَرْحِ الْعَقَائِدِ: "الْأَشَاعِرَةُ هُمْ أَهْلُ الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ هَذَا هُوَ الْـمَشْهُورُ فِي دِيَارِ خُرَاسَان وَالْعِرَاق وَالْشَّام وَأَكْثَر الْأَقْطَارِ، وَفِي دِيَارِ مَا وَرَاءَ الْنَّهْرِ يُطْلَقُ ذَلِكَ عَلَى الْـمَاتُرِيْدِيَّةِ أَصْحَاب الْإِمَامِ أَبِي مَنْصُور، وَبَيْنَ الْطَّائْفَتَيْنِ اخْتِلَافٌ فِي بَعْضِ الْـمَسَائِلِ كَمَسْأَلَةِ الْتَّكْوِيْنِ وَغَيْرِهَا".اهــ.
وَقَالَ الْكسْتَلِي فِي حَاشِيَتِهِ عَلَيْهِ: "الْـمَشْهُورُ مِنْ أَهْلِ الْسُّنَّةِ فِي دِيَارِ خُرَاسَان وَالْعِرَاق وَالْشَّام وَأَكْثَر الْأَقْطَارِ هُمْ: الْأَشَاعِرَةُ؛ أَصْحَابُ أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيَّ أَوَّلُ مَنْ خَالَفَ أَبَا عَلِي الْجُبَّائِي وَرَجَعَ عَنْ مَذْهَبِهِ إِلَى الْسُّنَّةِ: أَيْ طَرِيْق الْنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ، وَالْجَمَاعَةِ: أَيْ طَرْيْقَة الْصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وَفِي دِيَارِ مَا وَرَاءَ الْنَّهْرِ: الْـمَاتُرِيْدِيَّةُ أَصْحَابُ أَبِي مَنْصُور الْـمَاتُرِيدِيَّ تِلْمِيْذ أَبِي نَصْر الْعِيَاضِي تِلْمِيْذ أَبِي بَكْر الْجَوْزَجَانِي صَاحِب أَبِي سُلَيْمَان الْجَوْزَجَانِي صَاحِب مُحَمَّد بْن الْحَسَن صَاحِب الْإِمَام أَبِي حَنِيْفَة. وَبَيْنَ الْطَّائِفَتَيْنِ اخْتِلَافٌ فِي بَعْضِ الْأُصُولِ كَمَسْأَلَةِ الْتَّكْوِيْنِ، وَمَسْأَلَة الاِسْتِثْنَاءِ فِي الْإِيْمَانِ، وَمَسْأَلَة إِيْمَان الْـمُقَلِّد، وَالْـمُحَقِّقُونَ مِنَ الْفَرِيْقَيْنِ لَا ينْسِبُ أَحَدهَمَا الْآخَر إِلَى الْبِدْعَةِ وَالْضَّلَالَةِ".اهــ
وَقَالَ ابْنُ الْسُّبْكِي فِي شَرْحِ عَقِيْدَة ابْنِ الْحَاجِب: "اعْلَم أَنَّ أَهْل الْسُّنَّةِ وَالْـجَمَاعَةِ كُلّهُم قَدِ اتَّفَقُوا عَلَى مُعْتَقَدٍ وَاحِدٍ فِيْـمَا يَجِبُ وَيَجُوزُ وَيَسْتَحِيْلُ، وَإِنِ اخْتَلَفُوا فِي الْطُّرُقِ وَالْـمَبَادِي الْـمُوصِلَةِ لِذَلِكَ أَوْ فِي لِـمِّيَّةِ مَا هُنَالِكَ، وَبِالْجُمْلَةِ؛ فَهُمْ بِالاِسْتِقْرَاءِ ثَلَاث طَوَائِف:
[الْأُوْلَى]: أَهْلُ الْحَدِيْثِ، وَمُعْتَمَدُ مَبادِيْهِم الأَدِلَّة الْسَّمْعِيَّة أَعْنِي الْكِتَاب وَالْسُّنَّة وَالْإِجْمَاع.
وَالْثَّانِيَة: أَهْلُ الْنَّظَرِ الْعَقْلِيِّ، وَالْصِّنَاعَةِ الْفِكْرِيَّةِ، وَهُم: الْأَشْعَرِيَّةُ وَالْحَنَفِيَّةُ، وَشَيْخُ الْأَشْعَرِيَّةِ: أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيَّ، وَشَيْخُ الْحَنَفِيَّةِ: أَبُو مَنْصُورٍ الْـمَاتُرِيْدِيَّ، وَهُم مُتَّفِقُونَ فِي الْمَبَادِي الْعَقْلِيَّةِ فِي كُلِّ مَطْلَبٍ يَتَوَقَّفُ الْسَّمْع عَلَيْهِ، وَفِي الْـمَبَادِي الْسَّمْعِيَّةِ فِيْـمَا يُدْرِكُ الْعَقْل جَوَازهُ فَقَط، وَالْعَقْلِيَّة وَالْسَّمْعِيَّة فِي غَيْرِهَا، وَاتَّفَقُوا فِي جَمِيْعِ الْـمَطَالِبِ الاِعْتِقَادِيَّةِ إِلَّا فِي مَسْأَلَةِ الْتَّكْوِينِ وَمَسْألَةِ الْتَّقْلِيْدِ.
الْثَّالِثَةُ: أَهْلُ الْوُجْدَانِ وَالْكَشْفِ، وَهُم: الْصُّوفِيَّة، وَمَبَادِيْهِم مَبَادِي أَهْلِ الْنَّظَرِ وَالْحَدِيثِ فِي الْبِدَايَةِ، وَالْكَشْفِ وَالاِلْهَامِ فِي الْنِّهَايَةِ".اهــ
وَلِيُعْلَم أَنَّ كُلًّا مِنَ الْإِمَامَيْنِ أَبِي الْحَسَن وَأَبِي مَنْصُور رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَجَزَاهُمَا عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا لَـمْ يُبْدِعَا مِنْ عِنْدِهِمَا رَأْيًا وَلَـمْ يَشْتَقَّا مَذْهَبًا، إِنَّـمَا هُمَا مُقَرِّرَانِ لِـمَذَاهِب الْسَّلَفِ، مُنَاضِلَانِ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ أَصْحَاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ، فَأَحَدهَمَا قَامَ بِنُصْرَةِ نُصُوصِ مَذْهَبِ الْشَّافِعِي وَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ، وَالْثَّانِي قَامَ بِنُصْرَةِ مَذْهَب أَبِي حَنِيْفَة وَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ، وَنَاظَرَ كُلّ مِنْهُمَا ذَوِي الْبِدَعِ وَالْضَّلَالَاتِ حَتَّى انْقَطَعُوا وَوَلَّواْ مُنْهَزِمِيْنَ. وَهَذَا فِي الْحَقِيْقَةِ هُوَ أَصْلُ الْجِهَادِ الْحَقِيْقِي الَّذِي تَقَدَّمَتْ الْإِشَارَة إِلَيْهِ، فَالاِنْتِسَابُ إِلَيْهِمَا إِنَّـمَا هُوَ بِاعْتِبَارِ أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا عَقَدَ عَلَى طَرِيْقِ الْسَّلَفِ نِطَاقًا، وَتَمَسَّكَ [بِهِ]، وَأقَامَ الْحُجَج وَالْبَرَاهِين عَلَيْهِ فَصَارَ الْـمُقَتَدِي بِهِ فِي تِلْكَ الْـمَسَائِل وَالْدَّلَائْل يُسَمَّى: أَشْعَرِيًّا وَمَاتُرِيْدِيًّا.
وَذَكَرَ الْعِزُّ بْنُ عَبْد الْسَّلَام أَنَّ عَقِيْدَةَ الْأَشْعَرِي أَجْمَعَ عَلَيْهَا: الْشَّافِعِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَفِيَّةُ وَفُضَلَاءُ الْحَنَابِلَةِ، وَوَافَقَهُ عَلَيْهَا شَيْخُ الْـمَالِكِيَّةِ فِي زَمَانِهِ أَبُو عَمْرٍو بْنُ الْحَاجِبِ، وَشَيْخُ الْحَنَفِيَّةِ جَمَالُ الْدِّينِ الْحَصِيرِيُّ، وَأَقَرَّهُ عَلَى ذَلِكَ الْتَّقِي الْسُّبْكِي فِيْمَا نَقَلَهُ عَنْهُ وَلَدهُ الْتَّاج))(1)
وَقَالَ أَيْضًا: ((وَالْـمُرَادُ بِأَهْلِ الْسُّنَّةِ هُم الْفِرَقُ الْأَرْبَعَة: الْـمُحَدِّثُونَ، وَالْصُّوفِيَّةُ، وَالْأَشَاعِرَةُ، وَالْـمَاتُرِيْدِيَّةُ))(2)
____________________
(1) إِتْحَافُ الْسَّادَةِ الْـمُتَّقِينَ بِشَرْحِ إِحْيَاءِ عُلُومِ الْدِّينِ (2/6-7)، مُؤَسَّسَةُ الْتَّارِيخ الْعَرَبِي: بَيْرُوت-لُبْنَان، طَبْعَة: 1414هـ-1994م
(2) الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (2/86)
كتبه : فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
RSS RSS 2.0 XML MAP
html PHP
info tags Maps maptags vbmaps
المفضلات