إذا كانت هذه زيارتك الأولى يرجى الاطلاع على الرابط التالي الأسئلة ولكي تتمكن من كتابة مواضيع وإرسال رسائل خاصة لابد لك منالتسجيل
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: السادة الأشاعرة

  1. #1
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10

    السادة الأشاعرة

    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (1)


    قَالَ الْعَلَّامَة الْإِمَام الْفَقِيه الْأُصُولِي الْنَّظَّار الْحَسَن بْن مَسْعُود الْيُوسِي (ت: 1102هـ): ((وَلَـمَّا كَانَتْ عَقَائِد الْتَّوْحِيدِ لَا يَتَوَصَّلُ الْـمُبْتَدِعَةُ إِلَى إِفْسَادِهَا، حَيْثُ حَاطَهَا عُلَمَاءُ الْسُّنَّةِ وَنَصَبُوا عَلَيْهَا الْبَرَاهِين، أَتَواْ بِـمَعَاوِل الْشُّبُهَاتِ وَالْـمُعَارَضَاتِ عَسَى أَنْ يُفْحَمُوا الْعُلَمَاءَ الْرَّاسِخِيْنَ وَيَقَعَ لَهُمْ الْتَّسْلِيْم، وَيَتَوَصَّلُوا إِلَى تَقْرِيْرِهِم قَوَاعِدهم الْفَاسِدَةِ وَإِشَاعَة عَقَائِدهم الْزَّائِفَةِ ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ﴾[الْتَّوْبَة:32] وَيَقْذِفَ ﴿بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ﴾ [الْأَنْبِيَاء:18] حِفْظًا لِـمِلَّةِ نَبِيِّهِ وَتَصْدِيْقًا لِقَوْلِهِ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْر اللهِ لَا يَضُرُّهُم مَنْ خَالَفَهُم"[رَوَاهُ مُسْلِم] أَوْ كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ.
    وَلَا خَفَاءَ أَنَّ #بَقَاءَ_طَرِيْق_الْأَشَاعِرَةِ_إِلَى_آخِرِ_الْدَّ هْرِ، #وَاضْمِحْلَالِ_غَيْرهَا_مِنَ_الْطُّرُقِ مِنْ #أَقْوَى_الْأَمَارَاتِ_عَلَى_أَنَّهَا_الْحَقُّ، وَأَنَّهَا الَّتِي عَلَيْهَا الْنَّبِي الْـمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه، ثَبَّتَنَا اللهُ عَلَيْهَا حَالًا وَمَآلًا وَجَمِيْع الْـمُؤْمِنِيْنَ بِمَنِّهِ وَرَأْفَتِهِ))(1)


    اللَّهُمَّ آمِيْن بِجَاهِ الْـمَبْعُوثِ رَحْمَة لِلْعَالَـمِيْن
    _________________
    (1) حَوَاشِي الْيُوسِي عَلَى كُبْرَى الْسَّنُوسِي (1/231)، مَطِبَعَة الْفُرْقَان لِلْنَّشْرِ الْحَدِيث: الْدَّار الْبَيْضَاء، الْطَّبْعَةُ الْأُوْلَى: 2008م


    كتبه فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  2. #2
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10
    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (2)


    قَالَ الْحَافِظ هِبَة الله ابْن عَسَاكِر (ت:571هـ): ((وَلَسْنَا نُسَلِّمُ أَنَّ أَبَا الْحَسَن [الْأَشْعَرِي] اخْتَرَعَ مَذْهَبًا خَامِسًا، وَإِنَّمَا أَقَامَ مِنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ مَا صَارَ عِنْدَ الْـمُبْتَدِعَةِ دَارِسًا، وَأَوْضَحَ مِنْ أَقْوَالِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنَ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرهم مَا غَدَا مُلْتَبِسًا، وَجَدَّدَ مِنْ مَعَالِـمِ الْشَّرِيْعَة مَا أَصْبَحَ بِتَكْذِيبِ مَنِ اعْتَدَى مُنْطَمِسًا، وَلَسْنَا نَنْتَسِبُ بِمَذْهَبِنَا فِي الْتَّوْحِيدِ إِلَيْهِ عَلَى مَعْنَى أَنَّا نُقَلِّدهُ فِيْهِ وَنَعْتَمِدُ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّا نُوَافِقهُ عَلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الْتَّوْحِيدِ لِقِيَامِ الْأَدِلَّة عَلَى صِحَّتِهِ لَا لِـمُجَرَّدِ الْتَّقْلِيدِ، وَإِنَّمَا يَنْتَسِبُ مِنَّا مَنِ انْتَسَبَ إِلَى مَذْهَبِهِ لِيَتَمَيَّزَ عَنِ الْـمُبْتَدِعَةِ الَّذِيْنَ لَا يَقُولُونَ بِهِ مِنْ أَصْنَافِ الْـمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ الْـمُعَطِّلَةِ وَالْـمُجَسِّمَةِ وَالْكَرَّامِيَّةِ وَالْـمُشَبِّهَةِ الْسَّالِـمِيَّةِ، وَغَيْرهم مِنْ سَائِرِ طَوَائِف الْـمُبْتَدَعَةِ وَأَصْحَابِ الْـمَقَالَاتِ الْفَاسِدَةِ الْـمُخْتَرَعَةِ، لِأَنَّ الْأَشْعَرِي هُوَ الَّذِي انْتَدَبَ لِلرَّدِّ عَلَيْهِم حَتَّى قَمَعَهُم وَأَظْهَرَ لِـمَنْ لَا يَعْرِفُ الْبِدَع بِدَعهم، وَلَسْنَا نَرَى الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة الَّذِينَ عَنَيْتُم فِي أُصُولِ الْدِّيْنِ مُخْتَلِفِيْنَ، بَلْ نَرَاهُم فِي الْقَوْلِ بِتَوْحِيْدِ اللهِ وَتَنْزِيهه فِي ذَاتِهِ مُؤْتَلِفِيْنَ، وَعَلَى نَفْيِ الْتَّشْبِيْهِ عَنِ الْقَدِيْمِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُجْتَمِعِيْنَ، وَالْأَشْعَرِي رَحِمَهُ الله فِي الْأُصُولِ عَلَى مِنْهَاجِهِم أَجْمَعِيْنَ، فَمَا عَلَى مَنِ انْتَسَبَ إِلَيْهِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ جُنَاحٌ، وَلَا يُرْجَى لِـمَنْ تَبَرَّأَ مِنْ عَقِيْدَتِهِ الْصَّحِيْحَةِ فَلَاحٌ، فَإِنْ عَدَدتُّم الْقَوْل بِالْتَّنْزِيهِ وَتَرْك الْتَّشْبِيهِ "تَمَشْعُراً" فَالْمُوَحِّدُونَ بِأَسْرِهِم أَشْعَرِيَّةٌ، وَلَا يَضُرُّ عِصَابَة انْتَمَتْ إِلَى مُوَحِّدٍ مُجَرَّد الْتَّشْنِيعِ عَلَيْهَا بِمَا هِيَ مِنْهُ بَرِيَّة))(1)


    وَقَالَ أَيْضًا: ((وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ فِي جَمِيْعِ الْأَقْطَارِ عَلَيْهِ [مَذْهَبُ الْسَّادَةِ الْأَشَاعِرَة] وَأَئِمَّةُ الْأَمْصَارِ فِي سَائِرِ الْأَعْصَارِ يَدْعُونَ إِلَيْهِ، وَمُنْتَحِلُوهُ هُمْ الَّذِيْنَ عَلَيْهِم مَدَار الْأَحْكَامِ، وَإِلَيْهِم يُرْجَعُ فِي مَعْرِفَةِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَهُم الَّذِيْنَ يفْتُونَ الْنَّاس فِي صِعَابِ الْمَسَائِلِ، وَيُعْتَمَدُ عَلَيْهِمْ الْخَلْق فِي إِيْضَاحِ الْـمُشْكِلَاتِ وَالْنَّوَازِلِ، وَهَلْ مِنَ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْـمَالِكِيَّةِ وَالْشَّافِعِيَّةِ إِلَّا مُوَافِقٌ لَهُ أَوْ مُنْتَسِبٌ إِلَيْهِ أَوْ رَاضٍ بِحَمِيْدِ سَعْيِهِ فِي دِيْنِ اللهِ أَوْ مُثْنٍ بِكَثْرَةِ الْعِلْمِ عَلَيْهِ، غَيْر شِرْذِمَة يَسِيرَة تُضْمِرُ الْتَّشْبِيْهَ وَتُعَادِي كُلّ مُوَحِّدٍ يَعْتَقِدُ الْتَّنْزِيه، وَتُضَاهِي أَقْوَال أَهْل الِاعْتِزَالِ فِي ذَمِّهِ وَتُبَاهِي بِإِظْهَارِ جَهْلهَا بِقُدْرَةِ سَعَة عِلْمِهِ))(2)


    وَقَالَ: ((فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَاذَا الَّذِي تَنْفِرُ مِنْهُ الْقُلُوب عَنْهُم [الْسَّادَة الْأَشَاعِرَة] أَمْ مَاذَا يَنْقِمُ أَرْبَابُ الْبِدَعِ مِنْهُم؟!: أَغَزَارَة الْعِلْمِ؟!، أَمْ رَجَاحَة الْفَهْمِ؟!، أَمْ اعْتِقَاد الْتَّوْحِيدِ وَالْتَّنْزِيهِ؟!، أَمْ اجْتِنَاب الْقَوْل بِالْتَّجْسِيمِ وَالْتَّشْبِيهِ؟!، أَمْ الْقَوْل بِإِثْبَاتِ الْصِّفَاتِ؟!، أَمْ تَقْدِيْس الْرَّبِّ عَنِ الْأَعْضَاءِ وَالْأَدَوَاتِ؟!، أَمْ تَثْبِيت الْمَشِيئَة لِلَّه وَالْقَدَر؟!، أَمْ وَصْفه عَزَّ وَجَلَّ بِالْسَّمْعِ وَالْبَصَرِ؟!، أَمْ الْقَوْل بِقِدَمِ الْعِلْم وَالْكَلَام؟!، أَمْ تَنْزِيههم الْقَدِيم عَنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ؟!))(3)
    _____________
    (1) تَبْيِينُ كَذِبِ الْـمُفْتَرِي فِيْمَا نُسَبَ إِلَى الْإِمَام أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِي لِلْحَافِظ هِبَة الله ابْن عَسَاكِر (ص:360-362)، تَقْدِيْم وَتَعْلِيق: الْعَلَّامَة زَاهِد الْكَوْثَرِي، مَطْبَعَة الْتَّوْفِيق بِدِمَشْق: 1347هـ
    (2) الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (ص:410)
    (3) نَفْسه: (ص:367)


    كتبه :فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  3. #3
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10
    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (3)


    جَاءَ فِي فَتَاوى مُفْتِي الْسَّادَة الْمَالِكِيَّة بِمِصْرَ الْإِمَام الْعَلَّامَة مُحَمَّد عِلِّيْش (ت:1299هـ): ((وَسُبْحَانَ مَنْ خَصَّ مَنْ شَاءَ بِمَا شَاءَ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَلَا اعْتِرَاضَ عَلَيْهِ، هَذَا وَمِنْ الْبَيِّنِ أَنَّ الْقَادِحَ فِي أَعْرَاضِ الْأَئِمَّةِ إنَّمَا يُظْهِرُ لَنَا جَهْلَهُ وَفَضَائِحَهُ وَخُبْثَ بَاطِنِهِ وَقَبَائِحَهُ، وَأَمَّا الْأَئِمَّةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ فَأُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُ، وَقَدْ تَقَرَّرَ مَجْدُهُمْ وَثَبَتَ فَضْلُهُمْ وَاشْتَهَرَ كَمَالُهُمْ وَامْتَلَأَتْ الْقُلُوبُ مِنْ مَحَبَّتِهِمْ وَتَعْظِيمِهِمْ حَتَّى لَا يَحْتَاجُونَ لِمَدْحِ مَادِحٍ وَلَا يُلْتَفَتُ فِيهِمْ لِقَدْحِ قَادِحٍ.


    اللَّهُمَّ أَمِتْنَا عَلَى مَحَبَّتِهِمْ وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِمْ وَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فِي عُنُقِنَا ظُلَامَةً وَأَعِدْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِهِمْ فِي الْدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى نَلْقَاكَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ وَلَا ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ قَالَ الْحَطَّابُ: قَالَ الْسُّبْكِيُّ فِي "مُفِيدِ الْنِّعَمِ وَمُبِيدِ الْنِّقَمِ": "وَهَؤُلَاءِ الْحَنَفِيَّةُ وَالْشَّافِعِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَفُضَلَاءُ الْحَنَابِلَةِ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى رَأْيِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَدِينُونَ بِطَرِيقِ شَيْخِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ لَا يَحِيدُ عَنْهَا إلَّا رَعَاعٌ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْشَّافِعِيَّةِ لَحِقُوا بِأَهْلِ الِاعْتِزَالِ وَرَعَاعٌ مِنْ الْحَنَابِلَةِ لَحِقُوا بِأَهْلِ الْتَّجْسِيمِ، وَبَرَّأَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَالِكِيَّةَ فَلَمْ يُرَ مَالِكِيٌّ إلَّا أَشْعَرِيَّ الْعَقِيدَةِ"))(1)


    وَجَاءَ أَيْضًا فِي فَتَاوى الْعَلَّامَة الْـمَذْكُور: ((مَا قَوْلُكُمْ: فِيمَا وَقَعَ فِي بَعْضِ الْعِبَارَاتِ أَنَّ وَاضِعَ "عِلْمِ الْتَّوْحِيدِ" الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ هَلْ هُوَ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟ وَهَلْ الْإِمَامُ الْمَذْكُورُ مَالِكِيٌّ أَوْ شَافِعِيٌّ أَفِيدُوا الْجَوَابَ.


    فَأَجَبْت بِمَا نَصُّهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالْصَّلَاةُ وَالْسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، ذَلِكَ غَيْرُ صَحِيحٍ بَلْ وَاضِعُهُ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى فَقَدْ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ آيَاتٍ كَثِيرَةً مُبَيِّنَةً لِلْعَقَائِدِ وَبَرَاهِينِهَا وَمِمَّنْ دَوَّنَ فِيهِ قَبْلَ الْإِمَامِ الْأَشْعَرِيِّ الْإِمَامُ مَالِكٌ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ-.


    قَالَ الْعَلَّامَةُ الْيُوسِيُّ فِي قَانُونِهِ: "وَأَمَّا وَاضِعُهُ أَيْ عِلْمِ الْكَلَامِ فَقِيلَ هُوَ الْشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيُّ، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي دَوَّنَ هَذَا الْعِلْمَ وَهَذَّبَ مَطَالِبَهُ، وَنَقَّحَ مَشَارِبَهُ، فَهُوَ إمَامُ أَهْلِ الْسُّنَّةِ مِنْ غَيْرِ مُدَافِعٍ، وَلَكِنْ عَدُّهُ وَاضِعًا غَيْرُ بَيِّنٍ فَإِنَّ هَذَا الْعِلْمَ كَانَ قَبْلَهُ وَكَانَتْ لَهُ عُلَمَاءُ يَخُوضُونَ فِيهِ كَـالْقَلَانِسِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِلَابٍ، وَكَانُوا قَبْلَ الْشَّيْخِ يُسَمَّوْنَ بِالْمُثْبِتَةِ لِإِثْبَاتِهِمْ مَا نَفَتْهُ الْمُعْتَزِلَةُ وَأَيْضًا عِلْمُ الْكَلَامِ كَمَا مَرَّ صَادِقٌ بِقَوْلِ الْمُوَافِقِ وَالْمُخَالِفِ، وَالْشَّيْخُ كَانَ يَدْرُسُهُ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْجُبَّائِيِّ وَقِصَّتُهُ مَعْلُومَةٌ فَكَيْفَ يَكُونُ وَاضِعًا؟! وَالْأَوْلَى أَنَّهُ: عِلْمٌ قُرْآنِيٌّ لِأَنَّهُ مَبْسُوطٌ فِي كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى بِذِكْرِ الْعَقَائِدِ، وَذِكْرِ النُّبُوَّاتِ، وَذِكْرِ السَّمْعِيَّاتِ، وَذَلِكَ مَجْمُوعُهُ مَعَ ذِكْرِ مَا يَتَوَقَّفُ عَلَى وُجُودِ الصَّانِعِ تَعَالَى مِنْ حُدُوثِ الْعَالَمِ الْمُشَارِ إلَيْهِ بِخَلْقِ الْسَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْنُّفُوسِ وَغَيْرِهَا، وَالْإِشَارَةُ إلَى مَذَاهِبِ الْمُبْطِلِينَ كَالْمُثَلَّثَةِ وَالْمَثْنِيَّةِ والْطَّبَائِعِيِّيْنَ وَإِنْكَارُ هَذَا عَلَيْهِمْ. وَالْجَوَابُ عَنْ شُبَهِ الْمُبْطِلِينَ الْمُنْكِرِينَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إمْكَانًا أَوْ وُجُودًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾ [الْأَنْبِيَاء:104] وَقَوْله تَعَالَى: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾[يس:79] وَقَوْله تَعَالَى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا﴾ [يس: 80] وَذَكَرَ حُجَجَ إبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ -عَلَيْهِمْ الْصَّلَاةُ وَالْسَّلَامُ- إِقْرَارًا لَهَا، وَحِكَمَ لُقْمَانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَطُولُ، وَتَكَلَّمَ فِيهِ الْنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَإِبْطَالِهِ اعْتِقَادَ الْأَعْرَابِ فِي الْأَنْوَاءِ وَفِي الْعَدْوَى وَغَيْرِ ذَلِكَ وَهَلُمَّ جَرًّا، وَهَذَا إذَا اُعْتُبِرَ الْكَلَامُ مَعْزُولًا عَنِ الْعِلْمِ الْإِلَهِيِّ، وَأَمَّا إِنُ اُعْتَبَرَ الْعِلْمَ الْإِلَهِيَّ وَأَنَّهُ هُوَ الْمَأْخُوذُ فِي الْمِلَّةِ بَعْدَ تَنْقِيحِهِ بِإِبْطَالِ الْبَاطِلِ وَتَصْحِيحٍ الْصَّحِيحِ فَلَا إشْكَالَ أَنَّ وَضْعَهُ قَدِيمٌ".انْتَهَى كَلَامُ الْيُوسِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-.


    وَقَالَ شَيْخُ مَشَايِخِنَا الْعَلَّامَةُ الْأَمِيرُ: قَالَ يَعْنِي الْيُوسِيَّ: "وَاشْتَهَرَ أَنَّهُ وَاضِعُ هَذَا الْفَنِّ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، بَلْ تَكَلَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِيهِ وَابْنُهُ، وَأَلَّفَ مَالِكٌ رِسَالَةً قَبْلَ أَنْ يُولَدَ الْأَشْعَرِيُّ، نَعَمْ هُوَ اعْتَنَى بِهِ كَثِيرًا"))(2)
    __________________
    (1) فَتْحُ الْعَلِيِّ الْمَالِك فِي الْفَتْوَى عَلَى مَذْهَبِ الْإِمَامِ مَالِك لِلْعَلَّامَة عِلِّيْش (1/51)، دَارُ الْـمَعْرِفَةِ لِلطِّبَاعَةِ وَالْنَّشْر: بَيْرُوت - لُبْنَان
    (2) الْـمَصْدَر نَفْسهُ: (1/18)


    كتبه:فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  4. #4
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10
    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (4)


    قَالَ خَاتِمَةُ الْحُفَّاظِ جَلَال الْدِّيْن الْسُّيُوطِي (ت:911هـ): ((وَنَعْتَقِدُ أَنَّ الْشَّافِعِيَّ إِمَامنَا وَمَالِكًا وَأَبَا حَنِيْفَةَ وَأَحْمَدَ وَسَائِر الْأَئِمَّةِ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِم فِي الْعَقَائِدِ وَغَيْرِهَا، وَلَا الْتِفَاتَ إِلَى مَنْ تَكَلَّمَ فِيْهِم بِمَا هُمْ بَرِيْؤُونَ مِنْهُ...وَنَعْتَقِدُ أَنَّ الْإِمَامَ أَبَا الْحَسَن الْأَشْعَرِي وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِي إمَامٌ فِي الْسُّنَّةِ أَيْ: الْطَّرِيقَة الْـمُعْتَقَدَة، مُقَدَّمٌ فِيْهَا عَلَى غَيْرِهِ، وَلَا الْتِفَاتَ إِلَى مَنْ تَكَلَّمَ فِيْهِ بِمَا هُوَ بَرِيءٌ مِنْهُ. وَنَعْتَقِدُ أَنَّ طَرِيْقَ أَبِي الْقَاسِم الْجُنَيْد سَيِّد الْصُّوفِيَّةِ عِلْمًا وَعَمَلًا وَصحْبَةً طَرِيْقٌ مُقَوَّمٌ فَإِنَّهُ خَالٍ مِنَ الْبِدَعِ، دَائِرٌ عَلَى الْتَّفْوِيْضِ وَالْتَّسْلِيْمِ، وَالْتَّبَرِّي مِنَ الْنَّفْسِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الِاتِّبَاعِ لِلْكِتَابِ وَالْسُّنَّةِ))(1)
    _______________
    (1) إِتْمَامُ الْدِّرَايَةِ لِقُرَّاءِ الْنِّقَايَةِ لِلْأِمَام الْحَافِظ جَلَال الْدِّيْن الْسُّيُوطِي (ص:20)، ضَبَطَهُ وَكَتَبَ حَوَاشِيه: الْشَّيْخ إِبْرَاهِيْم الْعجُوز، دَارُ الْكُتُب الْعِلْمِيَّة: بَيْرُوت - لُبْنَان، الْطَّبْعَة الْأُوْلَى: 1405هـ-1985م


    كتبه : فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  5. #5
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10
    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (5)


    قَالَ الْإِمَام الْعَلاَّمَة الْمُلاَّ عَلِي الْقَارِي الْحَنَفِي (ت:1014هـ): ((وَيُحْمَلُ الْهَوَى عَلَى الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾[الْقَصَص:50] وَلِذَا قِيلَ: "الْهَوَى إِذَا وَافَقَ الْهُدَى يَكُونُ كَالزُّبْدَةِ مَعَ الْعَسَلِ" يَعْنِي: فَيَحْلَى بِهِمَا الْعَمَلُ، وَقَالَ الْشَّاذِلِيُّ: إِذَا شَرِبْتُ الْحُلْوَ الْبَارِدَ أَحْمَدُ رَبِّي مِنْ وَسَطِ قَلْبِي وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُبِّ الْمَاءِ الْبَارِدِ" أَوْ يُحْمَلُ عَلَى مَا تَخْتَارُهُ الْنَّفْسُ مِنَ الْعَقَائِدِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ [الْفُرْقَان:43] فَالْمُرَادُ بِالْأَهْوَاءِ مُطْلَقًا الِاعْتِقَادَاتُ، وَبِالْمُنْكَرَاتِ الْأَهْوِيَةُ الْفَاسِدَةُ الَّتِي غَيْرُ مَأْخُوذَةٍ مِنَ الْكِتَابِ وَالْسُّنَّةِ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: "وَالْأَهْوَاءُ الْمُنْكَرَةُ هِيَ الِاعْتِقَادَاتُ الْفَاسِدَةُ الْمُخَالِفَةُ لِمَا عَلَيْهِ إِمَامَا أَهْلِ الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ وَأَبُو مَنْصُورٍ الْمَاتُرِيدِيُّ"))(1)
    _______________
    (1) مِرْقَاةُ الْـمَفَاتِيحِ شَرْح مِشْكَاة الْـمَصَابِيح لِلْعَلاَّمَة الْـمُحَدِّث عَلِي بن سُلْطَان مُحَمَّد الْقَارِي (5/378)، تَحْقِيق: الْشَّيْخ جَمَال عَيْتَانِي، دَار الْكُتُب الْعِلْمِيَّة: بَيْرُوت-لُبْنَان، الْطَّبْعَة الْأُوْلَى: 1422هـ-2001م
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  6. #6
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10
    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (6)


    قَالَ الْإِمَام الْعَلَّامَة عَلِي الْصَّعِيْدِي الْعَدَوِي الْـمَالِكِي (ت:1189هـ): ((وَأَهْلُ الْحَقِّ: عِبَارَةٌ عَنْ أَهْلِ الْسُّنَّةِ أَشَاعِرَةٍ وَمَاتُرِيدِيَّةٍ. أَوْ الْمُرَادُ بِهِمْ: مَنْ كَانَ عَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ، فَيَشْمَلُ مَنْ كَانَ قَبْلَ ظُهُورِ الْشَّيْخَيْنِ أَعْنِي: أَبَا الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيَّ وَأَبَا مَنْصُورٍ الْمَاتُرِيدِيَّ))(1)
    ___________
    (1) حَاشِيَةُ الْعَدَوِي عَلَى كِفَايَةِ الْطَّالِب الْرَّبَّانِي عَلَى رِسَالَة ابْن أَبِي زَيْدٍ الْقَيْرَوَانِي (1/224)، مَطْبَعَة الْـمَدَنِي: مِصْر، الْطَّبْعَةُ الْأُوْلَى: 1407هـ-1987م


    كتبه : فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  7. #7
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10
    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (7)


    #هَلْ_أَئِمَّة_الْأَشْعَرِيَّة_مَالِكِيُّونَ؟


    جَاءَ فِي فَتَاوَى الْإِمَام ابْن رُشْد الْـجَدّ قَاضي الْـمَالِكِيَّة في زَمَانِهِ (ت:520هـ)، مَا نَصُّهُ: ((وَكَتَبَ إِلَيْهِ الْأَمِيْرُ أَبُو إِسْحَاق بْن أَمِيْر الْـمُسْلِمِيْنَ [الْأَمِيْر يُوسُف بْن تَاشَفِيْن] مِنْ مَدِيْنَةِ "إِشْبِيلِيَّة" سَائِلًا عَنْ أَئِمَّةِ الْأَشْعَرِيِّينَ: هَلْ هُمْ مَالِكِيُّونَ أَمْ لَا؟ وَهَلْ ابْن أَبِي زَيْدٍ [الْقَيْرَوَانِي] وَنُظَرَاؤُهُ مِنْ فُقَهَاءِ الْـمَغْرِبِ أَشْعَرِيُّونَ أَمْ لَا؟))


    فَأَجَابَهُ عَلَى ذَلِكَ بِمَا هَذَا نَصُّهُ: ((لَا تَخْتَلِفُ مَذَاهِبُ أَهْلِ الْسُّنَّةِ فِي أُصُولِ الْدِّيَانَاتِ، وَمَا يَجِبُ أَنْ يُعْتَقَدَ مِنَ الْصِّفَاتِ، وَيُتَأَوَّلُ عَلَيْهِ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ وَالْسُّنَنِ وَالآثَارِ مِنَ الْـمُشْكَلَاتِ، فَلَا يَخْرُجُ أَئِمَّة الْأَشْعَرِيَّةِ بِتَكَلُّمِهِم فِي الْأُصُولِ وَاخْتِصَاصِهِم بِالْـمَعْرِفَةِ بِهَا عَنْ مَذَاهِبِ الْفُقَهَاءِ فِي الْأَحْكَامِ الْشَّرْعِيَّاتِ الَّتِي تَجِبُ مَعْرِفَتهَا فِيمَا تَعَبَّدَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ مِنَ الْعِبَادَاتِ، وَإِنْ اِخْتَلَفُوا فِي كَثِيْرٍ مِنْهَا، فَتَبَايَنَتْ فِي ذَلِكَ مَذَاهِبهُم، لِأَنَّهَا كُلّهَا عَلَى اخْتِلَافِهَا مَبْنِيَّة عَلَى أُصُولِ الْدِّيَانَاتِ الَّتِي يَخْتَصُّ بِمَعْرِفَتِهَا أَئِمَّة الْأَشْعَرِيَّةِ وَمَنْ عُنِيَ بِهَا بَعْدَهُم. فَلَا يُعْتَقَدُ فِي ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَغَيْرِهِ مِنْ نُظَرَائِهِ أَنَّهُ جَاهِلٌ بِهَا. وَكَفَى مِنَ الْدَّلِيْلِ عَلَى مَعْرِفَتِهِ بِهَا مَا ذَكَرَهُ فِي صَدْرِ رِسَالَته مِمَّا يَجِبُ اعْتِقَادهُ فِي الْدِّيْنِ))(1)


    وَهَذَا الاسْتِفْتَاء مِنَ الْأَمِيْر يَنْسِف دَعْوَى أَنَّ عَقِيْدَة دَوْلَة الْمُرَابِطِيْنَ كَانَت تُصَادِم أُصُول عَقِيْدَة أَهْل الْسُّنَّة وَالْجَمَاعَة الْسَّادة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيْدِيَّة وَفُضَلَاءِ أَهْلِ الْـحَدِيث...كَمَا يُبَيِّنُ بِمَكَانٍ اعْتِقَاد كِبَار عُلَمَاء الْـمَالِكِيَّةِ بمُوَافَقَة عَقَيْدَة ابْن أَبِي زَيْدٍ الْقَيْرَوَانِي لِهَذِهِ الْأُصُول الْسُّنِّيَّةِ الْسَّنِيَّةِ...
    ______________
    (1) فَتَاوَى ابْن رُشْدٍ (2/1060-1061)، دَارُ الْغَرْبِ الْإِسْلَامِي: بَيْرُوت – لُبْنَان، تَقْدِيْم وَتَحْقِيْق وَجَمْع وَتَعْلِيْق: الْدُّكْتُور الْـمُخْتَار بْن الْطَّاهِر الْتَّليْلِي، الْطَّبْعَةُ الْأُوْلَى: 1407هـ-1987م


    كتبه : فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  8. #8
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10
    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (8)


    قَالَ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْبَحْرُ الْمُتَفَنِّنُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْتَّمِيمِيُّ الْمَازِرِيُّ الْمَالِكِيُّ (ت:536هـ): ((الْأَشْعَرِيَّة أَهْل الْسُّنَّةِ...وَإِنَّـمَا سُمِّيَتِ الْأَشْعَرِيَّة أَهْل الْسُّنَّةِ لاِتِّبَاعِهِم الْسُّنَّة هَكَذَا وَمُوَافَقَتهم لَهَا))(1)
    _____________
    (1) الْـمُعْلِم بِفَوَائِدِ مُسْلِم لِلْإِمَام أَبِي عَبْد الله مُحَمَّد بن عَلِي الْـمَازْرِي (3/311)، تَحْقِيْق وَتَقْدِيْم: فَضِيْلَة الْشَّيْخ مُحَمَّد الْشَّاذلِي الْنِّيْفَر، الْـمُؤَسَّسَة الْوَطَنِيَّة لِلتَّرْجَمَة وَالْتَّحْقِيْق وَالْدِّرَاسَاتِ "بَيْت الْحِكْمَة"، تُونس: 1991م
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  9. #9
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10
    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (9)


    قَالَ الْعَلَّامَة شِهَاب الْدِّيْن الْنَّفْرَاوِي الْأَزْهَرِي الْـمَالِكِي (ت:1126هـ): ((وَوَاضِعُهُ [عِلْم الْتَّوْحِيْد] أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ أَهْلُ الْسُّنَّةِ حَتَّى لُقِّبُوا بِالْأَشَاعِرَةِ))(1)
    ____________
    (1) الْفَوَاكِهُ الْدَّوَانِي عَلَى رِسَالَةِ ابْن أَبِي زَيْد الْقَيْرَوَانِي لِلْعَلَّامَة الْنَّفْرَاوِي الْأَزْهَرِي الْـمَالِكِي (1/62)، دَارُ الْكُتُب الْعِلْمِيَّة: بَيْرُوت-لُبْنَان، الْطَّبْعَة الْأُوْلَى: 1418هـ-1997م


    كتبه: فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  10. #10
    Administrator
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Jun 2016
    المشاركات: 1,358
    التقييم: 10
    #الْسَّادَة_الْأَشَاعِرَة (10)


    قَالَ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْقُطْبُ سَيِّدِي أَحْمَد الْدِّرْدِير (ت:1201هـ): ((وَهُوَ [الْعَالِـمُ]: الْعَارِفُ بِالْأَحْكَامِ الْشَّرْعِيَّةِ الَّتِي عَلَيْهَا مَدَار صِحَّة الْدِّيْنِ: اِعْتِقَادِيَّةً كَانَتْ أَوْ عَمَلِيَّةً، وَالْـمُرَادُ بِهِم الْسَّلَفُ الْصَّالِح وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ، وَسَبِيلُهُم مُنْحَصِرٌ فِي اعْتِقَادٍ، وَعِلْمٍ، وَعَمَلٍ عَلَى طِبْقِ الْعِلْمِ.


    وَافْتَرَقَ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُم مِنْ أَئِمَّةِ الْأُمَّةِ الَّذِيْنَ يَجِبُ اِتِّبَاعُهُم عَلَى ثَلَاثِ فِرَقٍ:


    (‌أ) فِرْقَةٌ نَصَبَتْ نَفْسَهَا لِبَيَانِ الْأَحْكَامِ الْشَّرْعِيَّةِ الْعَمَلِيَّةِ، وَهُمْ: الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَغَيْرُهُم مِنَ الْـمُجْتَهِدِيْنَ، لَكِنْ لَـمْ يَسْتِقِرَّ مِنَ الْـمَذَاهِبِ الْـمَرْضِيَّةِ سِوَى مَذَاهِب الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ.


    (‌بـ) وَفِرْقَةٌ نَصَبَتْ نَفْسَهَا لِلِاشْتِغَالِ بِبَيَانِ الْعَقَائِد الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا الْسَّلَفُ، وَهُمْ: الْأَشْعَرِيُّ وَالْـمَاتُرِيدِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُمَا.


    (‌جـ) وَفِرْقَةٌ نَصَبَتْ نَفْسَهَا لِلِاشْتِغَالِ بِالْعَمَلِ وَالْـمُجَاهَدَاتِ عَلَى طِبْقِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْفِرْقَتَانِ الْـمُتَقَدِّمَتَانِ، وَهُمْ: الْإِمَامُ أَبُو الْقَاسِم الْجُنَيْد وَمَنْ تَبِعَهُ.


    فَهَؤُلَاءِ الْفِرَقِ الْثَّلَاثَةِ هُمْ: خَوَاصُّ الْأُمَّةِ الْـمُحَمَّدِيَّةِ، وَمَنْ عَدَاهُم مِنْ جَمِيْعِ الْفِرَقِ عَلَى ضَلَالٍ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْض مِنْهُم يُحْكَمُ لَهُ بِالْإِسْلَامِ، فَالْنَّاجِي مَنْ كَانَ فِي عَقِيْدَتِهِ عَلَى طِبْقِ مَا بَيَّنَهُ أَهْلُ الْسُّنَّةِ، وَقَلَّدَ فِي الْأَحْكَامِ الْعَمَلِيَّةِ إِمَامًا مِنَ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ الْـمَرْضِيَّةِ، ثُـمَّ تَمَامُ الْنِّعْمَةِ وَالْنَّجَاة فِي سُلُوكِ مَسْلَكِ الْجُنَيْد وَأَتْبَاعِهِ بَعْدَ أَنْ أَحْكم دِيْنهُ عَلَى طِبْقِ مَا بَيَّنَهُ الْفَرِيْقَانِ الْـمُتَقَدِّمَانِ))(1)


    ________________
    (1) حَاشِيَةُ الْعَلَّامَة مُحَمَّد بُخِيْت الْـمُطِيعِي الْحَنَفِي عَلَى شَرْح الْعَلَّامَة سَيِّدِي أَحْمَد الْدِّرْدِيْر الْـمَالِكِي عَلَى مَنْظُومَتِه فِي الْعَقَائِدِ "الْخَرِيْدَة الْبَهِيَّة" (ص:193-194)، الْـمَكْتَبَةُ الأَزْهَرِيَّة لِلْتُّرَاث: مِصْر


    كتبه: فضيلة الشيخ ياسين بن ربيع
    لا اله الا الله محمد رسول الله

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP html  PHP  info tags Maps maptags vbmaps

الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن : 18:35.
الموقع غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق وأعطاء معلومات موقعه
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع الأشاعرة و لا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
الساعة الآن 03:34 AM
Powered by vBulletin® Version 4.2.3
Copyright © 2019 vBulletin Solutions, Inc. Translate By soft