Administrator
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jun 2016
المشاركات: 1,358
التقييم: 10
هل صحة الحديث كافية للعمل به ؟
الشبهة الثانية : و هي ان صحة الحديث كافية للعمل به . (9) و الأخير .
هل صحة الحديث كافية للعمل به ؟
و هذا التنقل الذي عناه الخليفة عمر بن عبد العزيز بقوله الذي رواه الدارمي في سننه 1 : 91 : و من جعل دينه غرضا للخصومة ( هدفا للجدل ) كثر تنقله . ثم يؤول هذا الأمر بهذا المرجح بين مذاهب الأئمة يؤول به إلى أن يجتهد
لنفسه الخروج عن المذاهب الأربعة .. و عن الأربعين .
و لكلمة عمر بن عبد العزيز هذه مناسبة حدثت للإمام مالك فاستشهد بها و هي تناسب المقام فأذكرها نقلا عن الأنتقاء ص 33 للحافظ ابن عبد البر بسنده إلى معن بن عيسى أحد أصحاب مالك .
قال معن بن عيسى : انصرف مالك يوما من المسجد و هو متكىء على يدي قال : فلحقه رجل يقال له أبو الجويرية - كان متهما بالإرجاء - فقال : يا أبا عبد الله اسمع مني شيئا أكلمك به و أحاجك و أخبرك برأي .
قال مالك : فإن غلبتني ؟
قال : اتبعتني .
قال مالك : فإن غلبتك ؟
قال : اتبعتك .
قال مالك : فإن جاءنا رجل فكلمناه فغلبنا ؟
قال : اتبعناه .
قال أبو عبد الله : بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم بدين واحد و أراك تتنقل !
قال عمر ببن عبد العزيز : من جعل دينه عرضة للخصومات ( هدفا للجدل ) أكثر التنقل .
و هذا الذي يزعم اتباع الدليل عن غير طريق اتباع الائمة : يقع بالقول فيما لم يقل به أحد و هو لا يشعر بل يدعي إنه ناصر للسنة داعية إليها !!
فهذا الخاطر تسويل و دهليز لما بعده و قد نبه الإمام مالك إلى هذا أحسن تنبيه فقال : سلّموا للأئمة و لا تجادلوهم فلو كنا كلما جاءنا رجل أجدل من رجل اتبعناه : لخفنا أن نقع في ردّ ما جاء به جبريل عليه السلام .الميزان الكبرى 1 : 51 .
على إن دعوى عدم فهمك دليل الحكم في قول أبي حنيفة و فهمك له كما هو عند الشافعي دعواك هذه تشبه صنيع العلماء الذين تقدم ذكرهم في دعواهم صحة الحديث في هذه المسألة على خلاف ما عليه الشافعي .
فتركوا المنصوص عليه في مذهبه و عملوا بما صح عندهم من الحديث فصنيعك هذا يشبه صنيعهم ذاك . بل هو هو و قد رأيت عاقبة ذلك و رضي الله عن سفيان بن عيينة القائل : التسليم للفقهاء سلامة في الدين . الجواهر المضية للقرشي 1 : 166 .
لاحظ إن كلمة الائمة الثلاثة مالك و ابن عيينة و ابن وهب فيما سبق على ضرورة الرجوع إلى الأئمة الفقهاء و إلا كان الإنسان على خطر في دينه .
لهذا كان أئمة الحديث يفقهون قدر الفقه و الفقهاء فيوجهون أصحابهم و يحضونهم عليه و على مجالسة أهله .
أسند ابن عبد البر في الإنتقاء ص 134 إلى علي بن الجعد المحدث قال : كنا عند زهير بن معاوية فجاءه رجل فقال زهير له : من أين جئت ؟ قال : من عند أبي حنيفة ؛ فقال زهير : إن ذهابك إلى أبي حنيفة يوماً واحداً أنفع لك من مجيئك إليّ شهرا ً .
و زهير هذا هو الذي وصفه الذهبي في التذكرة 1 : 233 بالحافظ الحجة و نقل فيه قول شعيب بن حرب : إن زهيرً أحفظ عندي من عشرين مثل شعبة . " شعبة بن الحجاج الحافظ الإمام العلم "
و في تهذيب تاريخ ابن عساكر 2 : 38 قال عبد الله بن الإمام أحمد : حضر قوم من أصحاب الحديث في مجلس أبي عاصم النبيل الضحّاك بن مخلد فقال لهم : ألا تتفقهون ؟
أوليس فيكم فقيه ! فجعل يذمّهم فقالوا : فينا رجل ! فقال من هو ؟ فقالوا الساعة يجيء . فلما جاء أبو حنيفة قالوا : قد جاء . فنظر إليه أبو عاصم فقال له : تقدّم ؛ فقال : أكره أن أتخطى الناس . فقال أبو عاصم : هذا من فقهه ؛ ثم قال : وسعوا له ؛ فوسعوا له فأجلسوه بين يديه .
و ألقى عليه مسألة فأجاب و ألقى و ألقى ثانية و ثالثة فأجاب و مسائل فأجاب فأعجب به أبو عاصم .
فانظر إلى توجيه أبي عاصم جلساءه إلى التفقه بالسنّة و إلى إكرامه من اعتنى بهذا الجانب .
و أبو عاصم هذا هو القائل : الرئاسة في الحديث بلا دراية - أي بلا تفقه - رئاسة نذْلة . كما في المحدث الفاصل ص 253 .
و في الحاوي 2 : 398 للإمام السيوطي : قالت الأقدمون : المحدث بلا فقه : كعطّار غير طبيب فالأدوية حاصلة في دكانه و لا يدري لماذا تصلح و الفقيه بلا حديث كطبيب ليس بعطار؛ يعرف ما تصلح له الأدوية الإ أنها ليست عنده .
لا اله الا الله محمد رسول الله
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
RSS RSS 2.0 XML MAP
html PHP
info tags Maps maptags vbmaps
المفضلات